الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية "بن سدرين و الإخوان و المؤلفة قلوبهم" بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

نشر في  27 مارس 2018  (11:46)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
تابعنا كمواطنين مسار ”هيئة الحقيقة و الكرامة“ و كنّا من الأول صدحنا بمآخذنا عن قانونها المؤسس و التي عبرنا عليها ضمن ”التنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الإنتقالية“ برئاسة الأستاذ عمر الصّفراوي و التي بيّن مختصّوها انّ قانون العدالة الإنتقالية هو أصلا غير دستوري و يتضمن خرقا خطيرا لحقوق الإنسان (عدم تمكين المدانين من التقاضي) علاوة على عدم استقلالية أعضائها و خاصة رئيسة الهيئة التي وضعتها الترويكا و جماعة الغنوشي بالأساس في ذاك المنصب.
و كان ما كان من مردود هذه المؤسسة واستبداد صاحبتها بالقرار مما أجبر عددا من النزهاء من هيئتها على الإستقالة (خميس الشماري، زهير مخلوف، نورة البورصالي، محمد العيادي...) و حتى إقصاء البعض و إستعصاء السيدة بن سدرين و ضربها بحكم المحكمة الإدارية عرض الحائط في انصاف المظلومين مدعومة من وراء ستار ممن عيّنها بالذات في المنصب ، ثم كانت جلسات الإستماع لمن يعتقدون انهم تضرروا من حكم بورقيبة و بن علي، و جمع مئات الملفات كما تقول الهيئة.
و الغريب ان نذكّر انّ عمل الهيئة الذي هو من صميم التاريخ الراهن ليس فيه مؤرخ يُعتد برأيه و ينير سبيل عملها و جلساتها، فكانت الشهادات و إن لا نشكك في مصداقية الكثير منها لأننا استعمنا للعشرات منها قبل حتى أن تظهر الهيئة، فانها منقوصة و كانت مقارباتها منحازة، و هنا ليس دفاعا عن النظام الذي اكتوينا شخصيا بظلمه، بل دفاعا عن الحقيقة التاريخية التي هي من جوهر ”المصالحة“ و ”كشف الحقائق“ فمثلا تظلّم اليوسفيين كان حقيقة لكن ما اقترفوه هم ايضا في صف خصومهم لم يكن أقل بشاعة مما اقترفه معارضوهم من اغتيالات و ذبح للمعارضين ( من ذلك اغتيال النائب المنتخب للمجلس التأسيسي الأول حسين بوزيان دون ذنب اقترفه)، و كذلك تظلم جماعة الإخوان و ما تعرضوا له من تعدي على كرامة الإنسان فيهم ( من تعذيب و حتى القتل) دون ابراز ما اقترفه هؤلاء من تعدي على حريات الناس و عنف ثابت ( حرق الوجوه و الأجساد بماء الفرق و تشليط مؤخرات السافرات و تكوين جهاز سري مسلح...) و تهديد للسل م الإجتماعي ولأمن البلاد...
هذا علاوة على ما صاحب مسار هذه الهيئة من إهدار للمال العام ( سيارات وظائفية فاخرة و سفريات للخارج...) و تقديم تعويضات لأشخاص بعينهم انهكت موازين الدولة ، علاوة على وضع من طالبوا بالتعويضات أنفسهم في موضع ”المرتزق“ ، و حتى انّ تعويضات ثقيلة دفعت لإرهابيين أصلا!(مجموعة سليمان مثلا).
و الأغرب أن السيدة رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة ركبها الغرور لتدّعي انها تكتب تاريخ تونس المعاصر و على المؤرخين التّعلّم منها ! و كان رد المؤرخين الذين نعلم. انتقادنا هنا لعمل هذه الهيئة يختلف طبعا في منطلقاته و غاياته عن موقف من هم يدافعون عن جرائم النظام في العهد البورقيبي أو في العهد النوفمبري لأنّهم كانوا امّا جزءا منه او كانوا متورطين في ما اقترفه بالفعل او بالتزكية لذاك يريدون طي الصفحة ...
لهذا كله نرى ضرورة أن نغلق ملف هذه الهيئة و نضع حدا لابتزاز الدولة و إهدار المال العام و نصرف ما تبقى من مال في ميزانية الهيئة على مرضى المستشفيات الذين يستحقون الدواء و العناية .